وقد تقدم آنفًا سبب تلقيبه به، وأنه روى من الأحاديث ١٣٢ حديثًا، وفيه الإخبار، والتحديث، والعنعنة. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي بكرة) رضي الله عنه (عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى صلاة الخوف، فصلى بالذين خلفه ركعتين) أي ثم سلم، كما هو مصرح به في الرواية الآتية ١٨/ ١٥٥١ من طريق خالد بن الحارث، عن أشعث، ولفظه:"عن أبي بكرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بالقوم في الخوف ركعتين، ثم سلم، ثم صلى بالقوم الآخرين ركعتين، ثم سلم، فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعًا".
فهذه الرواية صريحة في كونه سلم من الركعتين (وبالذين جاءوا ركعتين) أي وصلى ركعتين أُخريين بالطائفة الذين جعلهم بإزاء العدو، فجاءوا بعد أن قام الذين صلوا معه الركعتين مقامهم (فكانت) الصلاة (للنبي -صلى الله عليه وسلم- أربعًا) حيث صلى مع كل طائفة ركعتين (و) كانت (لهؤلاء ركعتين، ركعتين) أي كانت لكل طائفة ركعتان.
وفيه دليل على أن من صفات صلاة الخوف أن يصلي الإِمام الصلاة مرتين، بكل طائفة مرة، فتكون إحدى الصلاتين له فريضة، والأخرى نافلة، فيكون فيه دليل واضح لما بوّب له المصنف رحمه الله، وهو جواز اقتداء المفترض بالمتنفل.