للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نبيكم) -صلى الله عليه وسلم- (لضللتيم)، وفي رواية أبي داود: "لكفرتم". قال الخطابي رحمه الله: معناه أنه يؤدي بكم إلى الكفر بأن تتركوا عرى الإِسلام شيئًا، فشيئًا، حتى تخرجوا من الملة. انتهى.

وهو دليل واضح في كون صلاة الجماعة فرضًا على الأعيان، وأما تأويله بأنه محمول على التغليظ والتهديد في ترك صلاة الجماعة، أو أنه محمول على الترك تهاونًا وقلة مبالاة بها -كما قاله في "المنهل"- فغير صحيح. والله تعالى أعلم.

(وما من عبد مسلم يتوضأ، فيحسن الوضوء) بإتيانه بواجباته، ومستحباته (ثم يمشي إِلى صلاة)، وهي رواية مسلم: "ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد". ومعنى "يعمد": يقصد (إِلا كتب الله عَزَّ وَجَلَّ له بكل خطوة يخطوها) "الخطوة" بفتح الخاء وضمها. قال الفيومي: خطَوت أخْطُو خطْوًا: مشيت، الواحدة خَطْوة، مثل ضَرْب وضَرْبَةَ، والخُطْوَة بالضم: ما بين الرجلين، وجمع المفتوح خَطَوَات على لفظه، مثل شَهْوَة وشَهَوَات، وجمع المضموم خُطىً، وخُطُوات، مثل غرفة وغرفات في وجوهها. اهـ (١).

وجملة "يخطوها" في محل جر صفة "خطوة" (حسنة، أو يرفع له بها درجة، أو يكفر عنه بها خطيئة) هكذا عند المصنف هنا، وفي "الكبرى" بـ"أو" في الموضعين، وفي بعض نسخ "المجتبى" بالواو في قوله: "ويرفع". وفي "مسند أحمد" و"صحيح مسلم" بالواو في


(١) المصباح جـ ١ ص ١٧٤.