للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومنها: ما كان عليه الصحابة من المسارعة والحرص على إدراك الصلاة معه -صلى الله عليه وسلم-، عملاً بقوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} الآية [آل عمران: ١٣٣].

ومنها: إنكار الرئيس على أتباعه إذا رأى منهم منكرًا.

ومنها: الدعاء لمن يسارع إلى الخيرات.

ومنها: أن الحرص على الخير إنما يحمد إذا كان على الوجه المشروع، وإلا فيكون مذمومًا.

ومنها: أنه احتج به من رأى صحة الصلاة خلف الصف وحده، وقد تقدم الجواب عنه في الباب الماضي.

ومنها: أنه احتج به من يقول بإدراك الركعة لمن أدرك الركوع، حيث لم يأمره -صلى الله عليه وسلم- بالإعادة، وقد تقدم الجواب عنه أيضًا.

ومنها: أن من أدرك الإِمام على حال ينبغي له أن يصنع كما يصنع الإِمام، وقد ورد الأمر بذلك صريحًا في سنن سعيد بن منصور من رواية عبد العزيز بن رفيع، عن أناس من أهل المدينة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من وجدني قائمًا، أو راكعًا، أو ساجدًا، فليكن معي على الحالة التي أنا عليها". وفي الترمذي نحوه عن علي، ومعاذ بن جبل، مرفوعًا، وفي إسناده ضعف، ولكنه ينجبر بطريق سعيد بن منصور المذكورة. قاله في "الفتح" (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه


(١) جـ ٢ ص ٥٢١.