أبصر"، وفي رواية مسلم: "إني والله لأبصر" وهو من الإبصار (من ورائي، كما أبصر بين يديّ) وفي الكبرى "من بين يدي" بزيادة "من". أي: إني انظر من وراء ظهري معجزةً مثل ما أرى من أمامي عادةً.
وقال السندي رحمه الله: يحتمل أدن تكون "من" جارّة، أو موصولة. اهـ.
قال الجامع: هذا الذي قاله يَعْتَمدُ عَلى صحة الرواية بالوجهين، وإلا فما صحت به الرواية هو المتعين. والله تعالى أعلم.
قال النووي رحمه الله تعالى: قال العلماء: معناه أن الله تعالى خلق له -صلى الله عليه وسلم- إدراكًا في قفاه يبصر به من ورائه، وقد انخرقت العادة له -صلى الله عليه وسلم- بأكثر من هذا، وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع، بل ورد الشرع بظاهره، فوجب القول به. قال القاضي عياض: قال أحمد بن حنبل رحمه الله، وجمهور العلماء: هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقةً. انتهى (١).
تنبيه:
استنباط المصنف من هذا الحديث حكم ما ترجم له بعيد جدّاً، كما أشرف إليه في أول الباب؛ لأنه ليس في الحديث أن ذلك الرجل كان خلف الصف وحده، بل في رواية أحمد ما يدل على أنه كان داخل الصف؛ حيث قال: "وفي مؤخر الصفوف رجل … " ولفظ