"بسم الله الرحمن الرحيم"، وأن يجهر بها إذا جهر بالقراءة. انتهى كلام الترمذي رحمه الله تعالى (١).
وقد اختلف العلماء في المراد من هذا الحديث، فقيل: المعنى: كانوا يفتتحون بالفاتحة، كما ذكر عن الشافعي آنفًا، وهذا قول من أثبت البسملة في أولها. وتعقبه بعضهم بأنها إنما تسمى "الحمد" فقط. وأجيب بمنع الحصر، فقد ثبت تسميتها بـ "الحمد لله رب العالمين" في صحيح البخاري، أخرجه في فضائل القرآن من حديث أبي سعيد بن الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:"ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن" … فذكر الحديث، وفيه قال:" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: ٢]، هي السبع المثاني". وسيأتي للمصنف رحمه الله -٢٦/ ٩١٣ - إن شاء الله تعالى.
وقيل: المعنى كانوا يفتتحون بهذا اللفظ، تمسكًا بظاهر الحديث، وهذا قول من نفى قراءة البسملة، لكن لا يلزم من قوله: كانوا يفتتحون بـ "الحمد" أنهم لم يقرءوا "بسم الله الرحمن الرحيم" سرًّا، فقد تقدم -١٥/ ٨٩٥ - أن أبا هريرة رضي الله عنه أطلق السكوت على القراءة سرًا، حيث قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة.