للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منهن إلا سألت الله أن يسقيها من حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - (١). وفي حوضه يقول الشاعر:

يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ مَنْ يُدَانِيكَا … وَأنْتَ حَقًّا حَبِيبُ بَارِيكَا

قال: وجميع ما قيل بعد ذلك في تفسيره قد أعطيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيادة على حوضه. صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: يزاد على ما ذكره القرطبي ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة. فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. انتهى (٣).

وأصح هذه الأقوال هو تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - المذكور في هذا الحديث، وهو أنه نهر في الجنة وعده الله إياه، وهو لا ينافي تفسيره بالحوض، فإن الكوثر يصب في الحوض، كما بينته الروايات الأخرى.

وأما ما ذكر في الأقوال الأخرى، وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطيه، لكن كونه هو المراد من الآية المذكورة غير صحيح، فلا ينبغي الالتفات إليه. والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) أخرج نحوه أبو يعلى بسند صحيح. كما قاله في "الفتح" جـ ١٣/ ص ٢٩٩.
(٢) راجع "تفسير القرطبي" جـ ٢٠ ص ٢١٦ - ٢١٨.
(٣) راجع "صحيح البخاري" جـ ٩ ص ٧٥٦ بنسخة "الفتح".