على الحوض، فإياي لا يأتين أحدكم، فيذبّ عني كما يذب البعير الضالّ، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،
فأقول: سحقًا".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه، كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله"، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: "نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غُرًّا محجلين من آثار الوضوء، ولَيُصَدَّنَّ عني طائفة منكم، فلا يصلون، فأقول: هؤلاء من أصحابي، فيجيبني ملك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟! " (١).
قال النووي رحمه الله تعالى: هذا مما اختلف العلماء في المراد به على أقوال:
(أحدها): أن المراد به المنافقون والمرتدون، فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل، فيناديهم النبي - صلى الله عليه وسلم - للسِّيما التي عليهم، فيقال: ليس هؤلاء مما وعدت بهم، إن هؤلاء بدلوا بعدك، أي لم يموتوا على ما ظهر من إسلامهم.
(الثاني): أن المراد من كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ارتد بعده، فيناديهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يكن عليهم سيما الوضوء، لما كان