للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

زيادته، والخبر ظاهر في جميع الأجزاء، فيحمل على عمومه حتى يثبت دليل يخصّصه. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى بتصرف (١).

والحاصل أن استدلال المصنف رحمه الله بحديث أبي هريرة هذا على مشروعية الجهر أحيانًا قوي. والله تعالى أعلم.

(ثم قرأ بأم القرآن) أي الفاتحة، وقد تقدم أن لها اثني عشر اسمًا، فمنها "أم القرآن". وقد اختلف فيه، فجوزه الجمهور، وكرهه أنس، وابن سيرين، لكن الأحاديث الصحيحة ترد عليهما (حتى إِذا بلغ {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)} [الفاتحة: ٧] فقال: آمين، فقال الناس: آمين) أي قالوا ذلك جهرًا، ففيه دليل لاستحباب رفع الصوت بـ "آمين"، وبه يقول الجمهور، خلافًا للحنفية، وسيأتي تمام البحث فيه في محله -٣٣/ ٩٢٥ - إن شاء الله تعالى.

(ويقول) أي أبو هريرة رضي الله عنه (كلما سجد: "الله أكبر") وفي رواية المصنف هذه اختصار، بينته رواية ابن خزيمة من طريق حيوة بن شريح، عن خالد بن يزيد، وفيها: "فلما ركع قال: "الله أكبر فلما رفع رأسه قال: "سمع الله لمن حمده ثم قال: "الله أكبر"، ثم استقبل قائمًا مع التكبير، فلما قام من الثنتين، قال: "الله أكبر فلما سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٢).


(١) "فتح" جـ ١٢ ص ٥١٩.
(٢) "صحيح ابن خزيمة" جـ ١ ص ٣٤٢.