للثاني الأول، وله شواهد، لكنه شاذ، وعن الحسن، وزيد بن علي بكسر الدال، إتباعا للأول الثاني.
قال الإمام أبو جعفر ابن جرير رحمه الله: معنى {الْحَمْدُ لِلَّهِ} الشكر لله خالصًا، دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذّاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاق منهم ذلك عليه، ومع ما نبههم عليه، ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم، فلربنا الحمد على ذلك كله، أولًا وآخرًا.
قال رحمه الله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} ثنأء أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}.
قال: وقد قيل: إن قول القائل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ثناء عليه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وقوله:"الشكر لله" ثناء عليه بنعمه، وأياديه.
ثم شرع في رد ذلك بما حاصله أن جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلًا من الحمد والشكر مكان الآخر. وقد نقل السلمي هذا المذهب أنهما سواء عن جعفر الصادق، وابن عطاء من الصوفية، وقال ابن عباس رضي الله عنهما:"الحمد لله" كلمة كل شاكر. وقد استدل