علي"، و"مجدني"، إنما قاله لأن التحميد: الثناء بجميل الفعال، والتمجيد: الثناء بصفات الجلال، ويقال: أثنى عليه في ذلك كله،
ولهذا جاء جوابًا لـ"الرحمن الرحيم"، لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية.
وفي رواية مسلم: "وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: "مجدني عبدي"، وقال مرة:"فوَّضَ إلي عبدي". وقوله:"فوض إليّ عبدي" وجه مطابقة هذا لقوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أن الله تعالى هو المنفرد بالملك ذلك اليوم، وبجزاء العباد وحسابهم، والدين: الحساب، وقيل: الجزاء، ولا دعوى لأحد ذلك اليوم، ولو مجازًا، وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك مجازي، ويَدَّعِي بعضهم دعوى باطلة، وهذا كله ينقطع في ذلك اليوم، هذا معناه، وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك، والملك على الحقيقة للدارين، وما فيهما، ومن فيهما، وكل من سواه مربوب له، عبد مسخر، ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد، وتفويض الأمر، ما لا يخفى. انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى (١).
(يقول العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}) قرأ السبعة بتشديد الياء، من "إياك"، وقرأ عمرو بن فائد بتخفيفها مع الكسر، وهي قراءة شاذة مردودة، لأن "إيا" ضوء الشمس. وقرأ بعضهم "أياك" بفتح الهمزة،