للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقول: أجابه، وأجاب عن سؤاله، والمصدر الإجابة، والاسم الْجَابَة، كالطاقة، والطاعة، تقول: أساء سَمْعًا، فأساء جَابَةً.

وقوله: {إِذَا دَعَاكُمْ} الضمير للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الله للتنبيه على أن دعاءه دعاء الله تعالى، واستجابته استجابته له تعالى.

قال السندي: لا يلزم من وجوب استجابته في الصلاة بقاء الصلاة، وإنما لازمه رفع إثم الفساد. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: دعوى فساد الصلاة بإجابته - صلى الله عليه وسلم - لا دليل عليه، فالراجح أنها لا تبطل، لعدم بيانه - صلى الله عليه وسلم - ذلك مع كون المقام يقتضي ذلك. فتبصر. والله تعالى أعلم.

وقوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} متعلق بقوله: {اسْتَجِيبُوا} وأصل "يحييكم" يُحْيِيُكُمْ، حذفت الضمة من الياء لثقلها، ولا يجوز الإدغام. والمعنى: استجيبوا لما يحييكم إذا دعاكم. وقيل: اللام بمعنى "إلى"، أي إلى ما يحييكم، أي يحيي دينكم، ويعلمكم. وقيل: أي إلى ما يحيي به قلوبكم، فتوحدوه، وهذا إحياء مستعار؛ لأنه من موت الكفر والجهل. وقال مجاهد، والجمهور: المعنى استجيبوا للطاعة؛ وما تضمنه القرآن من أوامر، ونواهي، ففيه الحياة الأبدية، والنعمة السرمدية. وقيل: المراد بقوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ} الجهاد، فإنه سبب