أبي عوانة، عن قتادة:"صلى الظهر، أو العصر" بالشك (فقرأ رجل خلفه) - صلى الله عليه وسلم - ({سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}) مفعول "قرأ" محكي لقصد لفظه (فلما صلى) أي لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاته (قال: من قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟) وفي رواية أبي عوانة التالية: "أيكم قرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} " ونحوه في رواية مسلم.
وهذا ظاهر في أن الرجل جهر حتى سمع منه - صلى الله عليه وسلم - (قال رجل: أنا) وفي رواية أبي عوانة: "فقال رجل من القوم: أنا، ولم أرد بها إلا الخير"(قال) النبي - صلى الله عليه وسلم - (قد علمت أن بعضكم خالجنيها) أي نازعني السورة المذكورة. وأراد بهذا الكلام الإنكار على الرجل في جهره بالقراءة، حيث أسمع غيره، فخلط عليه، لا عن أصل القراءة؛ لأن الجهر هو الذي يقع به المخالجة والمنازعة، وهذا الإنكار لما سوى الفاتحة، كما هو الظاهر من الحديث، وللأدلة الأخرى، كما يأتي بيانها، إن شاء الله تعالى.
وقال النووي رحمه الله: ومعنى هذا الكلام الإنكارُ في جهره، أو رفع صوته بحيث أسمع غيره، لا عن أصل القراءة، بل فيه أنهم كانوا يقرءون السورة في الصلاة السرية. وفيه إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام والمأموم، وهذا الحكمُ عندنا، ولنا وجه شاذ ضعيف أنه لا يقرأ المأموم السورة في السرية، كما لا يقرؤها في الجهرية، وهذا غلط؛ لأنه في الجهرية يؤمر بالإنصات، وهنا لا يسمع، فلا معنى لسكوته من غير