ركعتي الفجر) أي بعد قراءة أم القرآن، وإنما لم يذكرها لوضوح أمرها {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون: ١]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١] أي قرأ السورتين بتمامهما، فقرأ في الأولى بعد الفاتحة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون: ١]، وفي الثانية بعد الفاتحة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١].
وفي الحديث دليل لما ذهب إليه الجمهور من استحباب قراءة سورة في كل ركعة من هاتين الركعتين بعد الفاتحة، وكون المقروء في الأولى سورة "الكافرون"، وفي الثانية سورة "الإخلاص".
ولا دليل فيه لمن قال: لا تتعين قراءة الفاتحة في هاتين الركعتين، لعدم ذكرها مع السورتين، لما علمت من أن عدم ذكرها لاشتهار أمرها.
وفيه الردّ على مالك في قوله بالاقتصار فيهما على الفاتحة، وعلى من قال: لا قراءة فيهما أصلًا. والله تعالى أعلم. وهو المستعان، وعليه التكلان.