للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد وقع عند البخاري في أحاديث الأنبياء من طريق مجاهد في آخره فقال ابن عباس: "نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم". فاستنبط وجه سجود النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها من الآية.

وسبب ذلك كون السجدة التي في {ص} إنما وردت بلفظ الركوع، فلولا التوقيف ما ظهر أن فيها سجدة.

وقوله: "ليست من عزائم السجود": المراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله، كصيغة الأمر، مثلًا، بناءً على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب، وقد روى ابن المنذر وغيره عن علي بن أبي طالب بإسناد حسن: "إن العزائم {حم}، {وَالنَّجْمِ}، و {اقْرَأْ}، و {الم (١) تَنْزِيلُ}. وكذا ثبت عن ابن عباس في الثلاثة الأخيرة. وقيل. "الأعراف"، و {سُبْحَانَ}، و {الم}. أخرجه ابن أبي شيبة. قاله في "الفتح" (١).

(وقال) - صلى الله عليه وسلم - حينما سجدها (سجدها داود) عليه الصلاة، والسلام (توبةً) منصوب على أنه مفعول لأجله، وكذا قوله: "شكرًا"، كما قال في "الخلاصة":

يُنْصَبُ مَفْعُولًا لَهُ الْمَصْدَرُ إِنْ … أبَانَ تَعْلِيلًا "جُدْ شُكْرًا وَدِنْ"

والمعنى أن داود عليه السلام سجد هذه السجدة لأجل التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.


(١) جـ ٣ ص ٢٥٧.