عباس رضي الله عنهما:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بـ"النجم"، وسجد معه المسلمون، والمشركون، والجنّ، والإنس"(فرفعت رأسي) كناية عن عدم سجوده، فقوله (وأبيت أن أسجد) أي امتنعت عن السجود معهم. بيان لمعنى قوله:"فرفعت رأسي".
ثم بين سبب امتناعه عن ذلك بقوله (ولم يكن يومئذ أسلم المطلب) يحتمل أن يكون هذا الكلام للمطلب نفسه، فيكون من باب
الالتفات، ويحتمل أن يكون للراوي عنه. يعني أنه إنما امتنع من السجود لكونه وقتئذ غير مسلم.
زاد في رواية أحمد:"وكان بعد ذلك لا يسمع أحدًا قرأها إلا سجد". وفي رواية:"قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدًا".
وفيه بيان مشروعة السجود في "سورة النجم"، وهو مذهب الجمهور، وخالف في ذلك بعضهم، وسيأتي بيان ذلك في مسائل
الحديث التالي، إن شاء الله تعالى. والله تعالى ولي التوفيق، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث
المسألة الأولى: في درجته: حديث المطلب بن أبي وَدَاعَةَ رضي الله عنه هذا صحيح.
فإِن قلت: فيه جعفر بن المطلب، قال عنه في "التقريب". مقبول،