للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منون، فتسقط الياء لالتقائها مع التنوين. فتنبه. والله أعلم.

(فكان) وفي بعض النسخ: "وكان" بالواو (إِذ صلى بأصحابه رفع صوته) ليتدبروه، ويأخذوه عنه.

وفي رواية الطبري من وجه آخر عن ابن عباس: "فكان إذا صلى بأصحابه، وأسمع المشركين، فآذوه". وفسرت رواية الباب الأذى، حيث قال: "سبوا القرآن". وللطبري من وجه آخر عن سعيد بن جبير: "فقالوا له: لا تجهر، فتؤذي آلهتنا، فنهجو إلهك". ومن طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جهر بالقرآن، وهو يصلي تفرقوا (١) عنه وأبوا أن يستمعوا منه، فكان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض ما يتلو، وهو يصلي، استرق السمع دونهم، فَرَقًا منهم، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهبَ خشيةَ أذاهم، فلم يستمع، فإذا خفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته لم يسمع الذين يستمعون من قراءته، فنزلت" (٢).

(وقال ابن منيع: ويجهر بالقرآن) أي قال أحمد بن منيع في روايته: "يجهر بالقرآن" بدلًا من قول يعقوب: "رفع صوته". يعني أن

قوله: "رفع صوته" من لفظ شيخه يعقوب، وأما لفظ شيخه ابن منيع: فهو "يجهر بالقرآن".


(١) الضمير للصحابة، أي تفرقوا خوفًا من أذى المشركين.
(٢) راجع تفسير الطبري جـ ١٥ ص ١٨٥.