للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَجَائِزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلَا … أَوْ عَرَضَ السكُونُ وَقْفُا مُسْجَلَا

وتفاصيل ذلك يعلم من كتب القراءة.

والحكمة في المد في القراءة الاستعانة على تدبر المعاني، والتفكر فيها، وتذكير من يتذكر. (١)

وفي رواية البخاري من طريق همام عن قتادة، قال: سئل أنس، كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ "بسم الله الرحمن الرحيم"، يمدّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم".

قال في "الفتح": قوله في الرواية الأولى: "كان يمد مدًّا" بّيَّنَ في الرواية الثانية المراد بقوله: "يمد بسم الله " الخ. يمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة، والميم التي قبل النون من الرحمن، والحاء من الرحيم.

وقوله في الرواية الثانية: "كانت مدًّا"، أي كانت ذات مدّ. ووقع عند أبي نعيم من طريق أبي النعمان، عن جرير بن حازم في هذه الرواية: "كان يمد صوته مدا". وكذا أخرجه الإسماعيلي من ثلاثة طرق أخرى عن جرير بن حازم. وكذا أخرجه ابن أبي داود من وجه آخر عن جرير، وفي رواية له: "كان يمد قراءته". وأفاد أنه لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا جرير بن حازم، وهمام بن يحيى.

وقوله في الرواية الثانية: "يمد ببسم الله". كذا وقع بموحدة قبل الموحدة التي في "بسم الله كأنه حكى لفظ: "بسم الله"، كما حكى لفظ "الرحمن" في قوله: "ويمد بالرحمن". أو جعله كالكلمة الواحدة عَلَمًا لذلك. (٢)

ووقع عند أبي نعيم من طريق الحسن الحلواني، عن عمرو بن عاصم شيخ البخاري فيه: "يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم"، من غير موحدة في الثلاثة.

وأخرجه ابن، أبي داود عن يعقوب بن إسحاق، عن عمرو بن عاصم، عن همام، وجرير جميعًا عن قتادة، بلفظ: "يمد ببسم الله الرحمن الرحيم" بإثبات الموحدة في أوله أيضًا، وزاد في الإسناد جريرا مع همام في رواية عمرو بن عاصم.

وأخرج ابن أبي داود من طريق قطبة بن مالك: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الفجر {ق} فمر بهذا الحرف {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} فمد {نَضِيدٌ} [ق ١٠]، وهو شاهد جيد لحديث أنس، وأصله عند مسلم، والترمذي، والنسائي من حديث قطبة نفسه.


(١) "المنهل العذب المورود" جـ ٨ ص ١٢٤ - ١٢٠.
(٢) هذا هو وجه الحكاية، أي إنما حكي لكونه كالكلمة الواحدة، فقوله: "أو جعله" الخ ليس وجها مستقلا، فكان الأولى في العبارة أن يقول: لأنه جعله كالكلمة الواحدة الخ. فتبصر. والله أعلم.