للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

داود - عليه السلام -، ولا من أقاربه كان أعطي من حسن الصوت ما أعطي داود - عليه السلام - انتهى.

وقال في "الفتح": والمراد بالمزمار الصوت الحسن، وأصله الآلة، أطلق اسمه على الصوت للمشابهة. انتهى. (١)

وأخرج البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه" من طريق بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا أبا موسى، لقد أو تيت مزمارا من مزامير آل داود - عليه السلام -".

قال في "الفتح": كذا وقع عنده مختصرا من طريق بريد، وأخرجه مسلم من طريق طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بلفظ: "لو رأيتني، وأنا أستمع قراءتك البارحة". . . الحديث. وأخرجه أبو يعلى من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، بزيادة فيه: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة مرّا بأبي موسى، وهو يقرأ في بيته، فقاما يستمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبح أتى أبو موسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا أبا موسى مررت بك"، فذكر الحديث، فقال: "أما إني لو علمت بمكانك لحَبَّرته لك تحبيرا". ولابن سعد من حديث أنس - رضي الله عنه - بإسناد على شرط مسلم: "إن أبا موسى قام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته -وكان حلو الصوت- فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له: فقال: لو علمت لحبّرته لهن تحبيرا". وللروياني من طريق مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بردة، وقال فيه: "لو علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءتي لحبرتها تحبيرا". (٢) والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا صحيح.

[تنبيه]: قد اختلف في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا على الزهري، فرواه عمرو بن الحارث، عنه عن أبي سلمة موصولا بذكر أبي هريرة - رضي الله عنه -. كما أخرجه المصنف هنا. وأخرجه الدارمي من طريق الزهري، عن أبي سلمة مرسلًا. "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لأبي موسى -وكان حسن الصوت بالقرآن- لقد أوتي هذا من مزامير آل داود".


(١) "فتح" جـ ١٠ ص ١١٤ - ١١٥.
(٢) "فتح" جـ ١٠ ص ١١٣ - ١١٤.