(عن عبد الله) بن مسعود - رضي الله عنه - أنه (قال: ألا)"ألا" هنا للعرض، أو للتحضيض، والفرق بينهما أن العرض حثّ بلين، والتحضيض حث بإزعاج (أخبركم) أي أعلمكم (بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي بكيفيتها. وفي رواية أبي داود:"ألا أصلي بكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"(قال) أي علقمة (فقام، فرفع يديه) الفاء الأولى للتفصيل، والثانية للتعقيب، أي رفع يديه عقب قيامه (أول مرة) منصوب على الظرفية متعلق بـ"رفع"(ثم لم يعد) يحتمل أن يكون بفتح الياء، وضم العين، من العَودة: بمعنى الرجوع، أي لم يرجع ابن مسعود - رضي الله عنه - لرفع يديه مرة أخرى. ويحتمل أن يكون بضم الياء، وكسر العين، من الإعادة رباعيا. ومفعوله محذوف، أي لم يُعد رفعَ يديه مرة أخرى. وفي بعض نسخ "المجتبى": "ثم لم يرفع". وهو الذي في "الكبرى". ولفظ أبي داود:"قال: فصلى، فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة".
والحديث حجة لمن قال بعدم رفع اليدين عند الركوع، وعند الرفع منه. وسيأتي ما فيه قريبا، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - ضعفه الجمهور، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حزم، والعلامة أحمد محمَّد شاكر، والشيخ الألباني، (١) والراجح ما ذهب إليه الجمهور، فإن الحديث معلول، كما سيأتي بيانه في كلام الأئمة، إن شاء الله تعالى.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -٨٧/ ١٠٢٦ - وفي "الكبرى" -٣٤/ ١٠٩٩ - عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن الثوري، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عنه. وفي -٢٠/ ١٠٥٨ - و"الكبرى" -١٩/ ٦٤٥ - عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سفيان به. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
(١) انظر ما كتبه العلامة أحمد شاكر على الترمذي جـ ٢ ص٤١. وكذا "صحيح النسائي" للشيخ الألباني جـ ١ ص ٢٢٠.