الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه". . . الحديث، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قرر ذلك الرجل على عدم تسميعه، فدلّ على أن تسميع المأموم غير مشروع. فتبين بهذا أن المراد بقوله: "صلوا كما رأيتوني أصلي" الإمام، والمنفرد، ولا يشمل المأموم.
وأما المنفرد فلا خلاف أنه يجمع بينهما، وقد تقدم أنه ادعى الإجماع على ذلك ابنُ عبد البرّ، والطحاويُ.
والحاصل أن الراجح أنه يجمع الإمام، والمنفرد بين التسميع، والتحميد، ويكتفي المأموم بالتحميد فقط. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١ - (إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي ابن راهويه المروزي نزيل نيسابور، ثقة ثبت حجة-[١٠]، تقدم ٢/ ٢.
٢ - (عبد الرزاق) بن همام، أبو بكر الصنعاني، ثقة حافظ تغير في آخر عمره [٩] تقدم ٦١/ ٧٧.
٣ - (معمر) بن راشد، أبو عروة البصري، ثم الصنعاني، ثقة ثبت من كبار [٧]، تقدم ١٠/ ١٠.
٤ - (الزهري) محمَّد بن مسلم القرشي أبو بكر المدني الإمام الحافظ الحجة الثبت [٤] تقدم ١/ ١.
٥ - (أبو سلمة) بن عبد الرحمن الزهري المدني ثقة ثبت فقيه [٣] تقدم ١/ ١.
٦ - (أبو هريرة) الصحابي الشهير - رضي الله عنه - تقدم ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد
(منها): أنه من سداسيات المصنف رحمه الله تعالى، وأن رجاله كلهم ثقات، نبلاء، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له ابن ماجه، وأنه مروزي، وعبد الرزاق، ومعمر صنعانيان، والباقون مدنيون، وفيه رواية تابعي، عن تابعي، وفيه أحد الفقهاء السبعة، وأحد المكثرين السبعة. والله سبحانه وتعالى أعلم.