للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"اللباب" (١). وهو غير منصرف للعلمية وزيادة الألف والنون (وعُصَيَّة) بضم العين، وفتح الصاد المهملتين بلفظ تصغير عَصَا: قبيلة من سليم أيضًا، وهو عُصَيَّة بن خُفَاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُلُيم. قاله المرتضى الزَّبيدي في شرح "ق" (٢).

(عصت الله ورسوله) الضمير المستتر الفاعل يعود على القبائل الثلاث، والجملة مستأنفة، استئنافا بيانيا، كأن قائلا قال له: لماذا دعا عليهم، فقال: لأنها عصت الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال السندي -رحمه الله-: وفي وصله لفظا بعصية مناسبة المجانسة، كما لا يخفى. انتهى (٣).

[تنبيه]: سبب دعائه النبي - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء القبائل، هو ما أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه"، عن أنس - رضي الله عنه - قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين رجلا لحاجة، يقال لهم: القراء، فعرض لهم حيّان من بني سُلَيم، رِعْل، وذكوان عند بئر يقال لها بئر معونة، فقال القوم: والله ما إياكم أردنا، إنما نحن مجتازون في حاجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقتلوهم، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم شهرا في صلاة الغداة، وذلك بدء القنوت، وما كنا نقنت".

وأخرج عنه أيضا: "أن رِعْلًا، وذكوان، وعصية، وبني لحيان استمدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدوهم، فأمدهم بسبعين من الأنصار، كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة، قتلوهم، وغدروا بهم، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقنت شهرا، يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل، وذكوان، وعُصية، وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إن ذلك رفع، بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا، وأرضانا". انتهى (٤). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متفق عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:

أخرجه هنا -١١٦/ ١٠٧٠ - وفي "الكبرى" -٢٤/ ٦٥٧ - عن إسحاق بن إبراهيم،


(١) جـ ١ ص ٥٣١.
(٢) قال العروس جـ ١٠ ص ٢٤٥.
(٣) "شرح السندي" جـ ٢ ص ٢٠١.
(٤) صحيح البخاري جـ ٥ ص ١٣٤.