للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و٦٢١ و ٦٢٣. والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): في فوائده:

(منها): ما بوب له المصنف رحمه الله تعالى، وهو مشروعية القنوت في صلاة الصبح للنازلة (ومنها): كون محله بعد الركوع (ومنها): جواز الدعاء لقوم بتعيين أسمائهم، وأسماء آبائهم، وأنه لا يبطل الصلاة، خلافا للحنفية (ومنها): جواز لعن الكفار والمنافقين في الصلاة، والدعاء عليهم بإنزال العذاب الذي يضعف شوكتهم، من الجوع والمرض (ومنها): استحباب الجهر بالقنوت للإمام، وفي رواية للبخاري: "يجهر بذلك". ولأبي داود من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، في قنوته - صلى الله عليه وسلم - في الصلوات الخمس: "ويؤمن من خلفه"، فقد صرح بأنه - صلى الله عليه وسلم - جهر به، وأن الصحابة أمنوا خلفه. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الخامسة): قال الحافظ ولي الدين رحمه الله تعالى: قد أولى صاحب "المفهم" هذا الدعاء -يعني المذكور في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في هذا الباب- بحديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، فقال: واستجيب له - صلى الله عليه وسلم - فيهم، فأجدبوا سبعا، أكلوا فيها كل شيء، وذكر الحديث؛، وقال فيه: حتى جاء أبو سفيان، فكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعا لهم، فسُقُوا، على ما ذكرناه عن ابن مسعود في "كتاب التفسير". انتهى كلام القرطبي.

قال: وفيه أوهام: (أحدها): في قوله: "فأجدبوا سبعا". وليس ذلك في واحد من "الصحيحين"، وليس بصحيح أيضا، فإنه كشف عنهم قبل بدر، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وأيضًا فأبو هريرة - رضي الله عنه - راوي الحديث شهد قنوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودعاءه عليهم بذلك، وإنما أسلم أبو هريرة بعد خيبر، فلا يصح حمله على دعائه على قريش قبل وقعة بدر، وحديث ابن مسعود الذي أشار إليه في "الصحيحين" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى قريشا استَعصَوا عليه، فقال: "اللَّهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف"، فأخذتهم السنة حتى حَصَّت كلَّ شيء، حتى أكلوا العظام، والجلود. وفي رواية "الميتة" بدل "العظام"، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: أي محمدُ إن قومك هلكوا، فادع الله أن يكشف عنهم، فدعا، وفي رواية: فدعا ربه، فكشف عنهم، فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر.

ففي هذا الحديث أن دعاءه على قريش قبل وقعة بدر، وهذا لم يشهده أبو هريرة. والذي أوقع القرطبي في ذلك أن حديث ابن مسعود في بعض طرقه في "الصحيحين" ذكر مضر، فذكر أول الحديث إلى قوله: وحتى أكلوا العظام، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال: يا رسول الله، استسق لمضر، فإنهم قد هلكوا، فقال: "لمضر؟، إنك لَجَرِيء"،