رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (محمَّد بن منصور المكي) الخُزَاعي الجَوَّازُ، ثقة [١٠] تقدم ٢٠/ ٢١.
٢ - (عبد الله بن محمَّد بن عبد الرحمن الزهري) البصري، صدوق، من صغار [١٠] تقدم ٤٢/ ٤٨.
٣ - (سفيان) بن عيينة، أبو محمَّد الكوفي، ثم المكي، الإمام الحافظ الثبت الحجة [٨] تقدم ١/ ١.
والباقون تقدموا قريبًا، والحديث متفق عليه، وقد سبق شرحه، والمسائل المتعلقة به.
وقوله: "على سبع" إنما ذكَّرَ العدد، مع أن المراد الأعضاء، أو الأَعْظُم، كما سبق، لكون المعدود محذوفا، إذ قاعدة العدد المشهورة في التذكير والتأنيث إنما تلزم إذا ذُكِرَ المعدود بعدها، وأما إذا قدم، أو حذف جاز الوجهان، كحديث: "من صام رمضان، وأتبعه ستًا من شوال". . . أي ستة أيام.
(وقوله: "أن يكفت) بكاف ساكنة، ثم فاء، مكسورة، أي يضم، ويجمع. يقال: كَفَتَ الشيءَ إِلَيه يَكْفِتُهُ، من باب ضرب: ضمه، وقبضه، ككفّته بتشديد الفاء. أفاده في "ق". والمعنى أنه نهُي أن يضم، ويجمع شعره، وثيابه من الانتشار عند السجود.
وقوله: "على يديه" الخ بدل من قوله: "على سبع".
وقوله: "قال سفيان" هو ابن عيينة الراوي عن عبد الله بن طاوس.
وقوله: "ووضع يديه"، وفي "الكبرى": "يده" بالإفراد، والظاهر أن فاعل "وضع" هو طاوس، أي وضع طاوس يديه على جبهته، وأمرّها، بتخفيف الميم، وتشديد الراء، من الإمرار، أي أجازها على أنفه، بيانا لمعنى الأمر بالسجود على الوجه.
وقوله: "قال: هذا واحد": أي قال طاوس: هذا الذي أمررت عليه يديّ من الجبهة، والأنف، هو المأمور به في أداء السجود، فلا يتحقق الامتثال إلا بوضعه.
ثم إن ما قلناه من أن فاعل "وضع" طاوس، لا ينافي ما تقدم في الباب الماضي من أن قوله: "وأشار" مرفوع، إذ يمكن أن يكون مقصود طاوس به إيضاح تفسير العدد السبعة، يكون الجبهة والأنف عضوا واحدا، بخلاف ما تقدم، فإنه إشارة، فقط. والله تعالى أعلم.
وقوله: "واللفظ لمحمد"، أي لفظ الحديث المذكور لفظ شيخه محمَّد بن منصور، وأما شيخه عبد الله بن محمَّد، فرواه بمعناه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".