(ثم توضأ وُضوءًا بين الوضوءين) زاد في رواية للبخاري من طريق سفيان عن سلمة: "لم يكثر، وقد أبلغ". وهذه الزيادة تفسير لقوله:"بين الوضوءين" أي وضوءا وَسَطًا، بيّن الإسراف والتقتير.
وقال في "الفتح": وهو يحتمل أن يكون قلّل من الماء مع التثليث، أو اقتصر على ما دون الثلاث. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: الاحتمال الثاني هو الظاهر؛ لأنه يؤيده وصف الوضوء الآتي بقوله:"هو الوضوء". أي الوضوء الكامل. والله تعالى أعلم.
ووقع عند الطبراني من طريق منصور بن المعتمر، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه في هذه القصة:"وإلى جانبه مِخْضَب من بِرَام مطبق، عليه سواك، فاستّن به، ثمّ توضّأ".
(ثم أتى فراشه، فنام) الظاهر أن هذا الوضوء لم يصل به، بل نام بعده، ويحتمل أنه صلى به، ثم أتى الفراش، فنام. والله تعالى أعلم.
(ثم قام قومة أخرى) التاء للمرة، كما قال في "الخلاصة":
(فأتى القربة، فْحلَّ شِنَاقها، ثم توضأ وُضوءًا هو الوضوء) أي الكامل، يعني أنه توضأ ثلاثا، وفي الروأية الآتية في "كتاب قيام الليل" -٩/ ١٦٢٠ - من طريق مخرمة بن سليمان، عن كريب:"ثم قام" إلى شنّ معلّقة، فتوضأ منها، فأحسن الوضوء. . ." (ثم قام يصلي) جملة "يصلي" في محلّ نصب على الحال، أي قام حال كونه مصليا، ولم يذكر هنا عدد صلاته - صلى الله عليه وسلم -، وذكره في الرواية المذكورة أنه صلى ثلاث عشرة ركعة، وأن ابن عباس صلى معه، ولفظه: "قال عبد الله بن عباس: فقمت، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى، يَفتِلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر".
(وكان يقول في سجوده) كذا عند المصنف -رحمه الله- أن هذا الدعاء قاله في سجوده، وكذا عند مسلم رحمه الله تعالى.
ويعارضه ما وقع في رواية لمسلم من طريق محمَّد بن عليّ بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك، وهو خارجٌ إلى الصلاة، ولفظه: فخرج إلى الصلاة، وهو يقول: "اللَّهم اجعل في قلبي نورا". . .
وما وقع عند الترمذي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك حين فرغ من صلاته، وعند البخاري في