للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة (١٤٠). علق عنه البخاري، وأخرج له الباقون، وله في هذا الكتاب (٩) أحاديث.

٥ - (سُمَيّ) مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني، ثقة [٦] تقدم ٢٢/ ٥٤٠.

٦ - (أبو صالح) ذكوان السمان الزيات المدني، ثقة ثبت [٣] تقدم ٣٦/ ٤٠.

٧ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه، تقدم ١/ ١. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنف رحمه الله تعالى، وأن رجاله كلهم ثقات، وأن الثلاثة الأولين مصريون، والباقون مدنيون، وفيه قوله: "يعني ابن الحارث" العناية فيه من شيخ المصنف، أو منه. وقد تقدم غير مرة الكلام على مثل هذه العناية، وفيه أبو هريرة أكثر من روى الحديث في دهره، روى (٥٣٧٤) حديثا. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجلّ، وهو ساجد) الأقرب أن "ما" مصدرية، و"كان" تامة، والجارّ والمجرور متعلق بـ"أقرب"، وليست "من" تفضيلية، فلا يرد أن اسم التفضيل لا يستعمل إلا بأحد أمور ثلاثة، لا بأمرين، كالإضافة، و"من"، فكيف استعمل ها هنا بأمرين. فافهم.

والأمور الثلاثة هي كونه بـ"من"، أو بـ"أل"، أو بالإضافة، وإلى هذه الأحوال أشار ابن مالك في "خلاصته" حيث قال:

وَأَفْعَلَ التَّفْضِيلِ صِلْهُ أَبَدَا … تَقْديرً اوْ لفْظًا بِمِنْ إِنْ جُرِّدَا

وإنْ لِمنكورٍ يُضَفْ أوْ جُرِّدَا … أُلْزِمَ تَذْكيرًا وَأَنْ يُوَحَّدَا

وَتِلْوَ أَلْ طِبْقٌ وَمَا لِمَعْرِفَهْ … أُضِيفَ ذو وَجْهَينِ عَنْ ذِي مَعْرِفَهْ

وخبر "أقرب" محذوف، وجوبا، لسد الحال بعده مسدّه، كما قال ابن مالك -رحمه الله- في "الخلاصة" عند ذكر مواضع حذف الخبر وجوبا:

وَقَبْلَ حَالِ لَا يَكُونُ خَبَرَا … عَنِ الَّذِي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا

كَضَرْبِيَ الْعَبْدَ مُسِيئًا وَأَتَمُّ … تَبْيِينِيَ الْحَقَّ مَنُوطًا بِالْحِكَمْ

والتقدير حاصل له، وجملة "وهو ساجد" حال من ضمير "حاصل"، أو من ضمير "له".