للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من كبار الصحابة، وكان عالم الشام بعد أبي الدرداء، ومات سنة (٨٠) [٢] تقدم ٧٢/ ٨٨.

٦ - (أبو الدرداء) عُوَيمر بن زيد بن قيس، وقيل: غيره الصحابي الشهير - رضي الله عنه -، تقدم ٤٨/ ٨٤٨ والله -تَعَالَى- أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سداسيات المصنف رحمه الله -تَعَالَى-.

ومنها: أن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الجماعة، إلا شيخه، فما أخرج له البخاري، والترمذي، وإلا معاوية بن صالح، فما أخرج له البخاري.

ومنها: أنه مسلسل بالشاميين، إلا شيخه، وابن وهب، فمصريان.

ومنها: أن فيه رواية تابعي عن تابعي. والله -تَعَالَى- أعلم.

شرح الحديث

(عن أبي الدرداء) - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -، أنه (قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي) أي حال كونه مصليًا (فسمعناه) وفي نسخة "سمعناه" (يقول: أعوذ بالله منك) أي أعتصم، وأتحصن من شرك بالله الذي بيده ناصية كل شيء (ثم قال: ألعنك بلعنة الله) أي أدعو عليك بأن يطردك الله من رحمته، ويبعدك من خيراته (ثلاثًا) أي قال ذلك ثلاث مرات (وبسط يده) أي مدّ - صلى الله عليه وسلم - يده الشريفة (كأنه يتناول شيئًا) أي كأنه يتعاطى شيئًا أمامه (فلما فرغ من الصلاة) أي انتهى من صلاته، وسلم منها (قلنا) أي قال الصحابة الحاضرون تلك الصلاة، والسامعون ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمشاهدون ما فعله من الأمر الغريب (يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا) من القول الغريب الذي (لم نسمعك تقوله قبل ذلك) الوقت (ورأيناك بسطت يدك) الجملة في محل نصب على الحال من المفعول، لأن "رأى" هنا بصرية لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد، أي أبصرناك حال كونك باسطا يدك كأنك تتناول شيئًا (قال) - صلى الله عليه وسلم - (إن عدو الله إبليس) بالنصب بدل من "عدو الله"، وتقدم في أول الباب هل هو عجمي، أو عربي (جاء بشهاب) بكسر الشين المعجمة: شُعْلَةُ نار ساطعة، والجمع شُهُبٌ وأَشهَبُ -بفتح الهمزة والهاء-، قال ابن منظور: وأظنه -أي الأخير- اسمًا لِلْجَمْعِ، قال: [من الطويل]:

تُرِكْنَا وَخَلَّى ذُو الْهَوَادَةِ بَيْنَنَاَ … بِأشْهَبِ نَارِينَا لَدَى الْقَوْمِ نَرْتَمِي

وفي التنزيل العزيز: {أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ} [النمل، الآية: ٧]. قال الفرّاء: نَوّن عاصم والأعمش فيها، قال: وأضافه أهل المدينة {بِشِهَابٍ قَبَسٍ}، قال: وهذا من إضافة الشيء إلى نفسه، كما قالوا: حبَّةُ الخضراء، ومسجد الجامع، يضاف الشيء إلى نفسه،