للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (عطاء بن يسار) الهلالي، أبو محمد المدني، مولى ميمونة، ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة، من صغار [٣] ت (٩٤) وقيل: بعد ذلك، تقدم ٦٤/ ٨٠.

٧ - (معاوية بن الحَكَم السُّلَمي) الصحابي - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -. روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنه ابنه كثير، وعطاء بن يسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن. قال أبو عمر بن عبد البرّ: كان ينزل المدينة، ويسكن في بنى سُلَيم، له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث في الكهانة، والطيرة، والخط، وتشميت العاطس، وعتق الجارية، أحسنُ الناس له سياقةً يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار عنه، ومنهم من يقطّعه، فيجعله أحاديث.

قال الحافظ رحمه الله: وله حديث آخر من طريق ابنه كثير بن معاوية عنه. انتهى. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سباعيات المصنف -رحمه الله-، وأن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الجماعة، إلا شيخه فما أخرج له أبو داود، وإلا الصحابي، فما أخرج له الترمذي، وابن ماجه، وأخرج له البخاري في "جزء القراءة"، وفيه رواية ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض، يحيى، وهلال، وعطاء، وفيه أن صحابيه - رضي الله عنه - من المقلين ليس له إلا حديث الباب، وحديث آخر على ما تقدم عن الحافظ -رحمه الله- والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن معاوية بن الحكم السُّلَمي) بضم السين، وفتح اللام: نسبة إلى بني سُلَيم (قال: قلت: يا رسول الله أنا) وقع في النسخ المخطوطة "إنّا" بكسر همزة "إنّ" وإدغام نونها في نون "نا" ضمير جماعة المتكلم, وهو خطأ؛ لأنه لا يطابق الخبر, وهو قوله: "حديث عهد" بالإفراد، فالصواب كونه بصيغة "أنا" بفتح الهمزة ضميرا للمتكلم المفرد.

ولفظ مسلم "إني حديث عهد"، ولفظ أبي داود: "إنا قوم حديثو عهد بجاهلية" وكلاهما واضحان.

فقوله: "أنا" مبتدأ، خبره قوله (حديثُ عهد بجاهلية) ذكر المجد في "ق" من معاني "العهد": المعرفة، والزمان. فالمعنى هنا: قريب الوقت من الأمور الجاهلية، أو قريب المعرفة بها. وقال الفيومي: هو قريب العهد بكذا: أي قريب العلم والحال: انتهى.

و"الجاهلية": قال النووي رحمه الله: قال العلماء: الجاهلية ما قبل ورود الشرع، سموا جاهلية لكثرة جهالاتهم وفُحْشهم. انتهى (١).

والمراد أنه أسلم قريبا، ولم يعرف أحكام الدين.


(١) "شرح صحيح مسلم" ج ٥ ص ٢٢.