للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعليه جلوس، فلم يجلس، فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلم، وقال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع" (١) (ثم قعد على المنبر، فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من نسي شيئاً من صلاته) ظاهره العموم في جميع أجزاء الصلاة، لكن خصه العلماء بما سوى الأركان، فإنها لا تجُبر بسجدتي السهو (فليسجد مثل هاتين السجدتين) أي فليسجد سجدتين مشابهتين لهاتين السجدتين في كونهما اثنتين، في آخر الصلاة، وهو جالس.

ثم إن استدلال معاوية -رضي الله عنه- بالحديث على فعله، إمّا لأنه علم أن الجلوس الأول ليس بركن، أو لأنه اعتمد على ظاهر العموم. والله تعالى أعلم. قاله السندي رحمه الله تعالى (٢).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث معاوية رضي الله تعالى عنه هذا حسن، فإن محمد بن عجلان تابعه ابن جريج عند أحمد في "مسنده" جـ ٤ ص ١٠٠ - وقال: أخبرني محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان … ومحمد بن يوسف ثقة، وأبوه وثقه ابن حبان، وقال الدارقطني. لا بأس به، كما تقدم في ترجمته، ويشهد لحديثه هذا الحديث الذي بعده، والأحاديث السابقة، فلا ينزل حديثه عن درجة الحسن. وقد تقدم الكلام عليه مستوفًى في المسألة التاسعة من شرح حديث قصّة ذي اليدين، فراجعه تستفد. والله تعالى ولي التوفيق.

وهو من أفراد المصنف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٢٧/ ١٢٦٠ - وفي "الكبرى" ١٢٢/ ٥٩٤ - ٦٢/ ١١٨٣ - بالسند المذكور.

وأخرجه (أحمد) ٤/ ١٠٠. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) انظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي جـ ١ ص ٤٣٩.
(٢) "شرح السندي" جـ ٣ ص ٣٤.