وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتاً. وقال ابن شاهين في "الثقات": قال أحمد بن صالح: أنا أقول: إنه ثقة، وأحتجّ به، وبقوله. علق عنه البخاريّ، وأخرج له الباقون، وله في هذا الكتاب (٦) أحاديث.
٤ - (إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاري المدني، ثقة حجة [٤] تقدّم ٥٤/ ٦٨.
٥ - (أنس بن مالك) -رضي الله عنه-. تقدم ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه خماسيات المصنف رحمه الله تعالى. ومنها: أَنَّ فيه روايةَ تابعي، عن تابعي، وفيه أنس رضي الله تعالى عنه من المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثاً. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه، سقط من بعض النسخ لفظ "بن مالك"، أنه (قال: جاءت أم سُليم) بنت مِلْحان بن خالد الأنصارية، والدة أنس الراوي عنها، واختلف في اسمها، فقيل: سهلة، وقيل: غير ذلك، واشتهرت بكنيتها، كانت من الصحابيّات الفاضلات، ماتت -رضي الله عنها- في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، تقدمت ترجمتها في ٤٣/ ٧٣٧ (إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله علّمني كلمات أدعو بهنّ) جملة في محل نصب صفة لـ"كلمات". ولفظ الترمذي:"أقولهن"(في صلاتي) هذا يدلّ على أن هذا الذكر من التسبيح، والحمد، والتكبير يكون في الصلاة قبل التحلّل بالسلام (قال: سبحي الله عشراً) أي قولي سبحان الله عشر مرّات، فـ"عشراً" منصوب على أنه صفة لمقدر، أي مرّات عشراً، وكذا ما بعده (واحمديه عشراً) بفتح الميم، فعل أمر من الحمد ثلاثيّا (وكبريه عشراً، ثمّ سليه حاجتك) قال السندي رحمه الله: كأنه أخذ منه كون هذا الذكر بعد التشهد، إذ المعهود سؤال الحاجات هناك، وإلّا فلا دلالة في لفظ الحديث على ذلك، وقد جاء الدعاء في السجود وغيره انتهى (١).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: استنباط المصنف رحمه الله تعالى صحيح، لأن ما بعد التشهد محل للدعاء، كما دل عليه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه المتقدم:"ثم ليتخير بعدُ من الدعاء ما شاء"، فإن فيه أنّ ما بعد التشهد محل للدعاء، ولما قال -صلى الله عليه وسلم- لأم سليم رضي الله تعالى عنها:"ثم سليه حاجتك" عرفنا أن سؤالها يكون في محل