المفرد"، وأبو داود، والمصنف، وله في هذا الكتاب هذا الحديث، وحديث رقم (٥٤٧٢).
٤ - (أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه تقدم ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من رباعيّات المصنف، وهو (٧٨) من رباعيات الكتاب، وفيه أنس رضي الله تعالى عنه من المكثرين السبعة، وآخر من مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة (٢) أو (٩٣) وقد جاوز مائة، وفيه أن حفص ابن أخي أنس هذ أول محل ذُكر فيه من الكتاب، وليس له فيه إلا حديثان، كما مر آنفاً. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه، أنه (قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالساً) زاد في رواية أحمد: "في الحلقة" (يعني ورجل قائم يصلي) إنما قال: "يعني" لشكه، هل قال: "رجل"، أو "إنسان"، أو نحو ذلك، ولم يتبين لي القائل، وعند أبي داود: "أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالساً، ورجل يصلي". بدون "يعني"، وعند أحمد: "ورجل قائم يصلي".
وهذا الرجل هو أبو عيّاش الزُّرَقي، واسمه زيد بن صامت -رضي الله عنه-، فقد بيّنه أحمد في "مسنده" جـ ٣ ص ٢٦٥ - فقال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي, ثنا سلمة بن الفضل، قال: حدّثني محمد بن إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم، عن عاصم, عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس بن مالك، قال: مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي عَيّاش زيد ابن صامت الزُّرقيّ، وهو يصلي، وهو يقول: اللَّهم إني أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت، يا منّان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
وهو ظاهر في أن هذا الدعاء كان في الصلاة، لا بعدها.
(فلما ركع، وسجد، وتشهّد دعا) ولأحمد: "فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد، ثم دعا، فقال: اللَّهم … " الحديث.
وهذا محل الترجمة، فإنه دعا بعد التشهد، وهو ذكر، فدلّ على مشروعية الدعاء بعد الذكر، والظاهر أنه دعا قبل التسليم من الصلاة (فقال في دعائه: اللَّهم) تقدم معنى هذه الكلمة في شرح حديث الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (إني أسالك بأن لك الحمد) الجارّ والمجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل، والمسؤول محذوف لإرادة التعميم،