٤ - (الزهري) محمد بن مسلم الإمام المدني الشهير الحجة الثبت [٤] تقدم ١/ ١.
٥ - (عروة بن الزبير) بن العوّام أبو عبد الله المدني الفقيه الثقة الثبت [٣] تقدم ٤٠/ ٤٤.
٦ - (عائشة) -رضي الله عنها- تقدمت ٥/ ٥. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيّات المصنف رحمه الله تعالى، وأن رجاله كلهم ثقاث، وأن النصف الأول منه حمصيون، والثاني مدنيون، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، ورواية الراوي عن خالته، وفيه عروة أحد الفقهاء السبعة، وفيه عائشة من المكثرين السبعة. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن الزهري)، (قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة) رضي الله تعالى عنها (أخبرته أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة) هذا مطلق لا يخصّ محلاً من الصلاة، لكن يعين أنه بعد التشهّد ما أخرجه أحمد -٦/ ٢٠٠ - وصححه ابن خزيمة -واللفظ له- من رواية ابن جُريج، أخبرني عبد الله بن طاوس، عن أبيه، أنه كان يقول بعد التشهد كلمات، يعظّمهنّ جدّاً، قلت: في المثنى كليهما؟، قال: بل في المثنّى الأخير بعد التشهّد،، قلت: ما هو؟، قال:"أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب جهنّم، وأعوذ بالله من شرّ المسيح الدّجّال، وأعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من فتنة المحيا والممات"، قال: كان يعظّمهنّ.
قال ابن جريج: أخبرنيه عن أبيه، عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولمسلم من طريق محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، مرفوعًا:"إذا تشهّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم … " الحديث، هذه رواية وكيع عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عنه، ورواه الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي،، بلفظ:"إذا فرغ أحدكم من التشهّد الأخير، فليتعوذ بالله من أربع … " فذكره.
فهذا -كما قال في "الفتح"(١) - فيه تعيين هذه الاستعاذة بعد الفراغ من التشهّد، فيكون سابقاً على غيره من الأدعية، وما ورد الإذن فيه أن المصلي يتخيّر من الدعاء ما