للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: عندي في تضعيف الزيادة المذكورة نظر، لأنها صحيحة، فقد أخرج البخاري الحديث مع الزيادة في "صحيحه" بالنسخة اليونينية في "كتاب الرقاق" جـ ٨ ص ١٢٤ - ونصه:

"باب ما يكره من قيل، وقال":

حدثنا علي بن مسلم، حدثنا هُشيم، أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضًا، عن الشعبي، عن وزاد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إليّ بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" ثلاث مرّات.

قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات انتهى.

وقد ذكر الحافظ في "الفتح" أيضًا أنها موجودة في نسخة الصغاني، فدلّ على أن نسخ البخاري مختلفة، وأصح نسخه هي النسخة اليونينية، كما هو معروف لدى كل من له عناية بـ "صحيح البخاري"، فتبصّر بالإنصاف، ولا تتحير بالاعتساف.

[فائدة]: قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: وقد روي في الحديث زيادة "بيده الخير" خرّجها الإسماعيلي من طريق مسعر، عن زياد بن عِلَاقة، عن ورّاد.

وروي فيه أيضاً زيادة: "يحيي ويميت". ذكرها الترمذي في كتابه تعليقاً، ولم يذكر رواتها. وقد خرّجه البزّار بهذه الزيادة من رواية ابن عِلاقة، عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بمثل حديث المغيرة -رضي الله عنه- بهذه الزيادة. وفي إسنادها ضعف.

وخرّجه أيضًا من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه زيادة: "بيده الخير". وفي إسناده ضعف.

وخرّجه ابن عديّ، وزاد فيه: "يحي ويميت"، وقال: هو غير محفوظ.

وخرّجه أبو مسلم البلخي في "سننه" من حديث أبان بن أبي عيّاش، عن أبي الجوزاء، عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه: "يحيي ويميت، بيده الخير".

وأبان متروك انتهى كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) "شرح البخاري" جـ ٧ ص ٤١٧ - ٤١٨.