للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روى عن عمران بن حُصين، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك، ويحيى بن يعمر، وغيرهم.

وعنه سليمان التيميّ، وعَزْرة بن ثابت، وحسين بن واقد، وغيرهم.

قال ابن معين: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات".

روى له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والباقون، سوى الترمذيّ، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط.

٢ - (عبد الله بن أبي أوفى) علقمة بن خالد، الصحابي الشهير، آخر من مات من الصحابة بالكوفة، مات سنة (٨٧) تقدم ٣/ ٤٠٢. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من خماسيات المصنف رحمه الله تعالى، وأن رجاله رجال الصحيح، وأنه مسلسل بالمراوزة، غير الصحابي، فكوفي. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن يحيى بن عُقيل رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى) رضي الله تعالى عنه (يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ الذِّكْرَ) أي ذكر الله سبحانه وتعالى (وَيُقِلُّ اللَّغْوَ) بضم حرف المضارعة، من الإقلال، وفي بعض النسخ: "ويقصر اللغو".

قال المجد اللغويّ رحمه الله: "اللغو"، و"اللَّغَا"، كالفتى: السَّقَط، وما لا يُعتدّ به من الكلام وغيره، كـ"اللَّغْوَى" كسكرى انتهى (١).

وقال الفيّومي رحمه الله: لغَا الشيءُ يلغُو لَغْواً، من باب قال: بطل، ولغا الرجل: تكلّم باللغو، وهو أَخْلاطُ الكلام، ولغا به: تكلم به، وألغيته: أبطلته، وألغيته من العدد. أسقطته، واللَّغَى مقصور: مثل اللغو، واللاغية: الكلمة ذات لغو.

قال: ومن الفرق اللطيف قول الخليل: اللغَطُ كلام لشيء ليس من شأنك، والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به، والْمُحالُ كلام لغير شيء، والمستقيم كلام لشيء منتظم، واللغو كلام لشيء لم ترده انتهى باختصار (٢).

وقال السيوطي رحمه الله: القلّة هنا بمعنى العدم، كقوله تعالى: {فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} انتهى (٣).


(١) "ق" في مادَّة "لغا".
(٢) "المصباح" في مادة "لغا".
(٣) "زهر الربى" ٣/ ١٠٩.