ابن حزم: مجهول، وردّ ذلك عليه عبد الحقّ، وقال: بل هو ثقة مشهور، والحديث الذي الذي رواه في القصر صحيح. وتناقض فيه قول ابن حبان، فقال في "الضعفاء". يروي عن الثقات ما لا يُشبه الأثبات، فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات. ورده الذهبي بأن العبرة بتوثيق يحيى.
انفرد به المصنف، فروى له حديثين: أحدهما حديث الباب، والثاني حديث ابن عمر - رضي اللَّه عنهما - الآتي في الباب التالي.
٤ - (عبد الرحمن بن الأسود) بن يزيد النخعي أبو بكر الكوفي، ثقة، من كبار [٣] تقدم ٣٧/ ٤١.
٥ - (عائشة) أم المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنها -، تقدمت ٥/ ٥. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. ومنها: أنه مسلسل بالكوفيين. ومنها: أن فيه عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - من المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن عَائِشَةَ) - رضي اللَّه عنها - (أَنها اعْتَمَرَتْ) وفي رواية الدارقطني: "عمرة في رمضان"، واستنكر ذلك، فإنه - صلى اللَّه عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان (مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - مِن الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا قَدِمَتْ) بتاء التأنيث الساكنة (مَكَّةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي) متعلق بمحذوف، أي أفديك بأبي وأمي، أو مَفْديّ أنت بأمي وأمي (قَصَرْتَ) خطاب للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - (وَأَتْمَمْتُ) بتاء المتكلم (وَأَفْطَرْتَ) بتاء الخطاب (وَصُمْتُ) بضمير المتكلم (قَالَ) - صلى اللَّه عليه وسلم - (أَحْسَنْتِ يَا عَائِشَةُ"، وَمَا عَابَ عَلَيَّ) أي فيما فعلتْ من الإتمام واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: هذا الحديث صحيح، كما مرّ تصحيحه آنفّا عن عبد الحقّ، وهو من أفراد المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا فقط، وقد اختلف في اتصاله، قال الدارقطني: عبد الرحمن أدرك عائشة، ودخل عليها، وهو مراهق. وقال أبو حاتم: دخل عليها، وهو صغير، ولم يسمع منها. وعند ابن أبي شيبة، والطحاوي ثبوت سماعه منها. وفي رواية للدارقطني: عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة، قال أبو بكر النيسابوري: من قال فيه: عن أبيه أخطأ، وأختلف قول الدارقطني فيه، فقال في "السنن": إسناده حسن، وقال في "العلل": المرسل أشبه.