للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "حتى تنجلي" بإفراد الضمير، باعتبار الآية، أي حتى تنجلي الآية التي وقعت بكم.

واستدلّ به المصنف -رحمه اللَّه تعالى- على مشروعية إطالة الصلاة حتى يقع الانجلاء، وهو أيضًا ظاهر فعله - صلى اللَّه عليه وسلم - الآتي في الحديث التالي، "فصلى ركعتين حتى انجلت".

لكن قال الطحاوي: إن قوله في الرواية الأخرى-٢٤/ ١٥٠٢ - : "فصلوا، وادعوا" يدل على أنه إن سلم من الصلاة قبل الانجلاء يتشاغل بالدعاء حتى تنجلي.

وقرره ابن دقيق العيد بأنه جعل الغاية لمجموع الأمرين، ولا يلزم من ذلك أن يكون غاية لكل منهما على انفراده، فجاز أن يكون الدعاء ممتدًّا إلى غاية الانجلاء بعد الصلاة، فيصير غايةً للمجموع، ولا يلزم منه تطويل الصلاة، ولا تكريرها انتهى (١) وهو بحث نفيس جدًّا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٤٦٤ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ أَبِي بَكْرَةَ, قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ (٢) النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَكَسَفَتِ الشَّمْسُ, فَوَثَبَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتْ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث هو الحديث الذي قبله.

ورجال إسناده: ستة:

١ - (عمرو بن علي) الفلاس البصري، ثقة حافظ [١٠] تقدم ٤/ ٤.

٢ - (محمد بن عبد الأعلى) الصنعاني البصري، ثقة [١٠] تقدم ٥/ ٥.

٣ - (خالد) بن الحارث الهجيمي البصري، ثقة ثبت [٨] تقدم ٤٢/ ٤٧.

٤ - (أشعث) بن عبد الملك الْحُمْراني، أبو هانئ البصري، ثقة فقيه [٦] تقدم ٩٧/ ١٠٤٠.

والباقيان تقدما بالرقم المذكور. وبالله تعالى التوفيق.

وقوله: "فكسفت الشمس" بفتح الكاف والسين، مبنيّا للفاعل، ويحتمل أن يكون بالبناء للمفعول, لأنه كما تقدم يكون لازما، ومتعديًا، يقال: كَسَفَت الشمسُ، وكسَفَها اللَّه.

وقوله: "فوَثَبَ" من باب وعد، وثوبًا، ووَثيبًا: قَفَزَ، وهو كناية عن إسراعه. وقوله: "يجُرُّ رداءه" جملة في محل نصب على الحال. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.


(١) "فتح" ٣/ ٢٢٤.
(٢) وفي "نسخة "مع النبي".