للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ, لَا يَنْخَسِفَانِ إِلاَّ لِمَوْتِ عَظِيمٍ, مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ الأَرْضِ, وَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ, لَا يَنْخَسِفَانِ (١) لِمَوْتِ أَحَدٍ, وَلَا لِحَيَاتِهِ, وَلَكِنَّهُمَا خَلِيقَتَانِ مِنْ خَلْقِهِ يُحْدِثُ اللَّهُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ (٢) , فَأَيُّهُمَا (٣) انْخَسَفَ, فَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ (٤) , أَوْ يُحْدِثَ اللَّهُ أَمْرًا).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا طريق آخر لحديث النعمان، وفيه عنعنة الحسن، وهو البصريّ، وهو مدلس، وأيضًا ذكر في ترجمته في "تت" أنه لم يسمع من النعمان بن بشير - رضي اللَّه تعالى عنهما -، فالحديث ضعيف من هذا الطريق أيضًا.

وقوله: "أو يُحدث اللَّه أمرًا" الظاهر أن "أو" للشك من الراوي، فيكون قوله: "يحدث اللَّه أمرًا" بمعنى قوله: "ينجلي"، أي تضرّعوا إلى اللَّه بالصلاة حتى يحدث اللَّه الانجلاء. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٤٩١ - ((أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ أَبِي بَكْرَةَ, قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ, فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَجُرُّ رِدَاءَهُ (٥) , حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ, وَثَابَ إِلَيْهِ النَّاسُ, فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ, فَلَمَّا انْكَشَفَتِ الشَّمْسُ, قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ, مِنْ آيَاتِ اللَّهِ, يُخَوِّفُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِمَا عِبَادَهُ, وَإِنَّهُمَا لَا يَخْسِفَانِ (٦) لِمَوْتِ أَحَدٍ, وَلَا لِحَيَاتِهِ, فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ, فَصَلُّوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ». وَذَلِكَ أَنَّ ابْنًا لَهُ مَاتَ, يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ لَهُ نَاسٌ فِي ذَلِكَ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيح، وقد تقدم شرحه، والكلام على مسائله في ١/ ١٤٥٩، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

وعمران موسى: هو القزّاز البصريّ. وعبد الوارث هو ابن سعيد البصري، ويونس: هو ابن عبيد البصريّ، والحسن هو ابن أبي الحسن البصريّ، فالسند كله بصريّ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٤٩٢ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, عَنْ أَشْعَثَ, عَنِ الْحَسَنِ,


(١) وفي نسخة "لا يخسفان".
(٢) وفي نسخة "ما شاء".
(٣) وفي نسخة "وأيهما".
(٤) وفي نسخة "تنجلي".
(٥) وفي نسخة "فجرّ رداءه".
(٦) وفي نسخة "لا ينخسفان".