وقال غيره: الحكمة في الإشارة بظهور الكفّين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهرًا لبطن، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض، انتهى (١).
(فَإِنَّه كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ) ببناء "يُرى" للمفعول، و"بياض" بالرفع نائب فاعله.
وفيه استحباب المبالغة في رفع اليدين في دعاء الاستسقاء .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أنس - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا متفق عليه.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا ٩/ ١٥١٣ - وفي "الكبرى" ٧/ ١٨١٧ - بالإسناد المذكور. وفي ٥٢/ ١٧٤٨ - و"الكبرى" -٦١/ ١٤٣٦ - عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهديّ، عن شعبة، عن ثابت، عنه.
وأخرجه (خ) ٢/ ٣٩ و ٤/ ٢٣١ (م) ٣/ ٢٤ (د) ١١٧٠ (ق) ١١٨٠ (أحمد) ٣/ ١٨١ و ٣/ ٢٨٢ (الدارمي) ١٥٤٣ (ابن خزيمة) ١٤١١. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
١٥١٤ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ, عَنْ آبِي اللَّحْمِ, أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ, يَسْتَسْقِي, وَهُوَ مُقْنِعٌ بِكَفَّيْهِ يَدْعُو).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (قتيبة) بن سعيد تقدم قريبًا.
٢ - (الليث) بن سعد الإمام الحافظ الحجة المصريّ [٧] تقدم ٣١/ ٣٥.
٣ - (خالد بن يزيد) الجُمحيّ، أبو عبد الرحيم المصريّ، ثقة فقيه [٦] تقدم ٤١/ ٦٨٦.
٤ - (سعيد بن أبي هلال) الليثي مولاهم المصريّ، صدوق [٦] تقدم ٤١/ ٦٨٦.
٥ - (يزيد بن عبد اللَّه) بن أسامة بن الهاد الليثي المدني، ثقة مكثر [٥] تقدم ٧٣/ ٩٠.
٦ - (عُمير مولى آبي اللحم) الغفاريّ، له صحبة، شهد خيبر مع مواليه. وروى عن
(١) "فتح" ج٣ ص ٢١٢.