٤ - (ابن شهاب) الزهريّ تقدم قبل أربعة أبواب أيضًا.
٥ - (عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عُتبة) المدني الفقيه المثبت [٣] تقدم ٤٥/ ٥٦.
٦ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه -، تقدم ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله عندهم رجال الصحيح. (ومنها): أن نصفه الأول مسلسل بثقات المصريين، ونصفه الثاني مسلسل بثقات المدنيين. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. (ومنها) أن فيه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه من الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة، وقد تقدموا غير مرّة. (ومنها): أن فيه أبا هريرة - رضي اللَّه عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره، روى (٥٣٧٤) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "قَالَ: اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-) قال في "الفتح": وهذا من الأحاديث الإلهية، وهي تحتمل أن يكون النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أخذها عن اللَّه بلا واسطة، أو بواسطة. انتهى (مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي) هذه الإضافة للعموم بدليل التقسيم إلى مؤمن وكافر، بخلاف قوله: تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} الآية [الحجر: ٤٢]، فإنها إضافة تشريف (من نِعْمَةِ) "من" زائدة للتقوية، أي ما أنزلتُ عليهم من مطر (إِلاَّ أَصْبَحَ فَرِيقٌ) "أصبح" من الأفعال التي ترفع الاسم، وتنصب الخبر، و"فريق" اسمها، و"كافرين" خبرها، وقوله (مِنْهُمْ) متعلق بمحذوف صفة لـ"فريق" وقوله (بَها) متعلق بـ (كَافِرِينَ) أي جاحدين كونها من اللَّه تعالى، ومن فضله، أو بسببها كافرين بالمعبود، وبالمنعم الذي أنعم عليهم, لأنها تصير سببا للنسبة إلى غيره تعالى (يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ) مبتدأ حذف خبره، أي آتٍ بها، أو فاعل لفعل محذوف، أي أتى بها الكوكب (وَبِالْكَوْكَبِ) متعلق بمحذوف، أي مُطرنا، أو سُقينا بالكوكب.
وقال في "الفتح" عند قوله: "مؤمن بي، وكافر": يحتمل أن يكون المراد بالكفر هنا كفر الشرك بقرينة مقابلته بالإيمان, ولأحمد من رواية نصر بن عاصم الليثيّ، عن معاوية الليثي، مرفوعًا: "يكون الناس مُجدبين، فَيُنزل اللَّه عليهم رزقًا من السماء، من رزقه، فيصبحون مشركين، يقولون: مُطرنا بنوء كذا".
ويحتمل أن يكون المراد به كفر النعمة، ويرشد إليه قوله في رواية معمر، عن صالح: "فأما من حمدني على سُقْيايَ، وأثنى عليّ، فذاك آمن بي"، وفي رواية سفيان