للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القاف والراء: ماء على ليلتين من المدينة، بينها وبين خيبر، ويقال: ذو القَرَد. قاله في "اللسان" واختلف في أيّ سنة هي؟، فقيل: قبل خيبر بثلاث ليال، وإليه جنح البخاري في "صحيحه"، ورجّحه الحافظ. وقال ابن سعد: كانت غزوة ذي قرد في ربيع الأول، سنة ستّ، قبل الحديبية، وقيل: في جُمادى الأولى. وعن ابن إسحاق في شعبان منها (١).

(وَصَفَ النَّاسُ) تقدم أنه يحتمل الرفع والنصب، وفي نسخة "فصفّ الناس" (خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوً) أي مقابله (فَصَلَّى بالَّذِينَ) وفي نسخة "بالذي"، أي بالصفّ الذي (خَلْفَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ إِلَى مكَانِ هَؤُلَاءِ, وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهمْ رَكْعَة، وَلَمْ يَقْضُوا") أي لم يقض الفريقان الركعة الأخرى، بل اكتفوا بركعة واحدة، وهذا هو الراجح، وتأوله القائلون بعدم مشروعية ركعة واحدة في الخوف بأن المراد أنهم لم يقضوا في علم الراوي، أو أن مراده أنهم لم يقضوا إذا أمنوا، إذ لا يقضي الخائف إذا أمن ما صلى على تلك الهيأة، أو أنهم صلوا في الخوف ركعة مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، وسكت عن الثانية لأنهم صلّوها إفرادًا (٢).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذه التأويلات كلها بعيدة عن نصّ الحديث، فلا يُلتفت إليها .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

وحديث ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح، وهو من أفراد المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، لم يخرجه من أصحاب الأصول غيره، أخرجه هنا -١٧/ ١٥٣٣ - وفي "الكبرى"- ٢٢/ ١٩٢١ - بالإسناد المذكور.

وأخرجه (أحمد) ١/ ٢٣٢ و١/ ٣٥٧ و٥/ ١٨٣ و (ابن خزيمة). ١٣٤٤ واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٥٣٤ - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنِ الزُّبَيْدِيِّ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ, أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ, قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ, فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا, ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ, ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا, ثُمَّ قَامَ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ, فَتَأَخَّرَ الَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ, وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ, وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى, فَرَكَعُوا مَعَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - وَسَجَدُوا, وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلَاةٍ, يُكَبِّرُونَ, وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.


(١) - راجع "الفتح" ج ٨ - صلى اللَّه عليه وسلم - ٢٣٣ - ٢٣٤.
(٢) - أفاده في "طرح التثريب" ج ٣ - صلى اللَّه عليه وسلم - ١٤٦.