حسبنا، ونعم الوكيل.
١٥٤٠ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ, يُحَدِّثُ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ, مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: كَبَّرَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَصَفَّ خَلْفَهُ طَائِفَةٌ مِنَّا, وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ, فَرَكَعَ بِهِمُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ, ثُمَّ انْصَرَفُوا, وَأَقْبَلُوا عَلَى الْعَدُوِّ, وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى, فَصَلُّوا مَعَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ, ثُمَّ سَلَّمَ, ثُمَّ قَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ, فَصَلَّى لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ.
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عَبدِ الرَّحِيمِ) بن سَعْيَهْ (١) بن أبي زرعة، المصريّ، أبو عبد اللَّه بن الْبَرْقِيُّ -بفتح الموحدة، وسكون الراء- مولى بني زُهرة، وقد يُنسب إلى جدّه، قيل: "البَرْقيّ" لأنه كان يتّجر هو وأخوه إلى بَرْقَة، ثقة [١١].
روى عن أسد بن موسى، وموسى بن هارون، وعبد اللَّه بن يوسف التنّيسيّ، وغيرهم. وعنه أبو داود، والنسائي، وابنه عبيد اللَّه، وأبو حاتم، وغيرهم.
قال النسائيّ: لا بأس به. وقال ابن يونس: كان ثقة، حدّث بكتاب "المغازي" عن عبد الملك بن هشام، توفي في جمادى الآخرة سنة (٢٤٩). تفرّد به المصنف، وأبو داود، وله في هذا الكتاب سبعة أحاديث.
٢ - (عبد اللَّه بن يوسف) التنّيسيّ -بمثناة، ونون ثقيدة، بعدها تحتانية، ثم مهملة- أبو محمد الكَلاعيّ المصريّ، أصله من دمشق، نزيل تِنِّيس، ثقة متقن، من أثبت الناس في "الموطإ"، من كبار [١٠] ١٢٩/ ١٩٢.
٣ - (سعيد بن عبد العزيز) التَّنُوخِيّ الدمشقيّ، ثقة إمام، لكنه اختلط في آخره [٧] ٥/ ٤٦٠.
والباقون تقدموا قريبًا، والحديث، وإن كان فيه انقطاع كما سينبه عليه المصنف، في الرواية التالية، إلا أنه صحيح بما سبق، وما يأتي، فتنبه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١٥٤١ - أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ, عَنِ الْعَلَاءِ وَأَبِي أَيُّوبَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - صَلَاةَ الْخَوْفِ, قَامَ, فَكَبَّرَ, فَصَلَّى خَلْفَهُ طَائِفَةٌ مِنَّا, وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةَ
(١) - ضبطه ابن ماكولا سَعْيَهْ بسكون العين المهملة، وفتح التحتانية، ثم هاء. قاله في "تت" ج ٣ ص ٦٠٩. فما وقع في "ت" من أنه سعيد فتصحيف. فتنبه.