للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل. حيّان بن وهب، وقيل: حَبيب بن حيّان، وقيل. خَشْخَاش. روى عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وعنه إياد بن لقيط، وثابت بن أبي مُنقِذ. وفرق ابن عبد البرّ بين أبي رمثة التيميّ، وبين أبي رمثة البلويّ، فذكر أن البلويّ سكن مصر، ومات بإفريقية. روى له أبو داود، والترمذيّ، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب هذا الحديث فقط، وكرّره خمس مرّات، بالأرقام المذكورة في ترجمة إياد قبله، واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير الصحابي، فقد تفرّد به هو وأبو داود، والترمذيّ. (ومنها): أن صحابيّه من المقلّين من الرواية, فليس له إلا ثلاثة أحاديث عند أصحاب السنن, غير ابن ماجه، راجع "تحفة الأشراف " ٩/ ٢٠٨ - ٢٠٩. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَبِي رِمْثَةَ) -بكسر الراء، وسكون الميم- تقدم آنفا الاختلاف في اسمه -رضي اللَّه تعالى عنه - أنه (قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يَخْطُبُ) جملة حالية من المفعول، وليست مفعولاً ثانيًا لـ"رأى", لأنها بصريّة تتعدى إلى مفعول واحد فقط (وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ) بضم الموحّدة، وسكون الراء المهملة: تثنية بُرد، وهو ثوب مخطّط، جمعه أَبْراد، وأبرُد، وبُرُود، وأَكْسية يُلتحفه بها، الواحدة بهاء، قاله المجد اللغويّ (١).

والمراد هنا المعني الثاني، أي وعليه كساءان (أَخْضَرَانِ) صفة لـ"بُردان"، والجملة في محل نصب على الحال من المفعول أيضًا. ودلالة الحديث على الترجمة واضحة، حيث يدلّ على استحباب التجمّل للخطبة، بلبس الأخضر.

والحديث فيه قصّة، وقد ساقها أحمد في "مسنده" مطولة من طرق، بألفاظ، فمنها: عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحوَ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فلمّا رأيته قال لي أبي: هل تدري من هذا؟ قلت: لا، فقال لي أبي: هذا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فاقشعررتُ حين قال ذاك، وكنت أظنّ رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - شيئًا لا يُشبه الناس، فإذا بشر، له وَفْرة، وبها رَدْعٌ (٢) من حنّاء، عليه ثوبان أخضران، فسلّم عليه أبي، ثم جلسنا، فتحدّثنا ساعة، ثم إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال لأبي: "ابنك هذا؟ "، قال: إِي وربّ الكعبة، قال: حقًا أشهد به،


(١) - "القاموس" في مادة برد.
(٢) - أي لطخ.