(عَنْ سَعْدِ بنِ إِسْحَقَ بنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَن أَبِيهِ) إسحاق (عَنْ جَدِّهِ) كعب - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: صَلَّىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - صَلَاةَ الْمَغْرِب، فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ) بطن من الأنصار (فَلَمَّا صَلَّى) أي انتهى من صلاة المغرب. ولفظ أبي داود:"فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبّحون بعدها … (قَامَ نَاسٌ يَتَنَفَّلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ" أي الزموا هذه الصلاة في بيوتكم، لا في المسجد. ولفظ أبي داود: "هذه صلاة البيوت". وهو خبر بمعنى الأمر، وفي رواية أحمد: "اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم" للسبحة بعد المغرب".
قال السندي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "بهذه الصلاة" أي الصلاة بعد المغرب، أو النافلة مطلقًا، والأول أقرب، ويلزم منه أن يكون للصلاة التي بعد المغرب زيادة اختصاص بالبيت فوق اختصاص مطلق النافلة به، انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته: حديث كعب بن عُجْرة - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفي إسناده إسحاق بن كعب، وهو مجهول الحال، كما تقدم؟
[قلت]: يشهد له حديث محمود بن لبيد، عند الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ-، في "مسنده" ج ٥ ص ٤٢٧ قال: حدثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاريّ، عن محمود بن لبيد، أحد بني عبد الأشهل، قال: أتانا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فصلى بنا المغرب في مسجدنا، فلما سلّم منها قال:"اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم "للسبحة بعد المغرب". وقال أيضًا: حدثنا ابن أبي عديّ، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم عمر … فذكره. ورجاله رجال الصحيح، فيشهد لحديث كعب المذكور.
والحاصل أن حديث كعب - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا- ١/ ١٦٠٠ بالإسناد المذكور. واللَّه تعالى أعلم.