للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله فقد أشرك»، وقال الآخر (١): «فهو شركٌ».

ثم أعاد رواية جرير بن عبد الحميد من طريق أخرى ثم قال: «هذا حديث صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، وإنما أودعته كتاب الإيمان للفظ الشرك فيه، وفي حديث مصعب بن المقدام عن إسرائيل: «فقد كفر».

فأما الشيخان فإنما أخرجاه من حديث سالمٍ ونافعٍ وعبد الله بن دينارٍ عن ابن عمر أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال لعمر: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم»، وهذا غير ذاك» (٢).

ورواية عبد الرزاق عن سفيان أخرجها الإمام أحمد في المسند (٣)، وسفيان هو الثوري، ورواية إسرائيل عن سعيد بن مسروق ــ وهو والد الثوري ــ ذكرها الطحاوي في مشكل الآثار (٤).

فهذه الروايات أقرب إلى أن يُحْكَمَ لها بالسلامة من العلَّة؛ لأنه غير مستنكر أن يكون سعد بن عبيدة قد سمع هذا الحديث المرفوع من ابن عمر، ولكنه لم يسمع كلام ابن عمر في شأن الكعبة فاحتاج أن يذكره عن الكندي عن ابن عمر.

ويؤيد هذا: قال الإمام أحمد «ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة


(١) لم يتبيَّن لي مَن هو، إلا أن يكون الأعمش أو منصورًا.
(٢) المستدرك، كتاب الإيمان، مَن حلف بشيءٍ دون الله فقد أشرك، ١/ ٥٢. [المؤلف]
(٣) ٢/ ٣٤. [المؤلف]
(٤) ١/ ٣٥٨. [المؤلف]