للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢١٣] وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (١) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: ١٢٥] فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ النورَ إذا دخل الصدرَ انفسح»، فقيل: يا رسول الله، هل لذلك من عَلَمٍ يُعْرَف به؟ قال: «نعم، التجافي من (٢) دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله».

وقال ابن الصلاح (٣): ومِن علامته (أي: خاطر الحق): أن ينشرح له الصدرُ ولا يُعارضه معارض آخر. اهـ.

فالجواب: أن انشراح الصدر لأمرٍ ما هو خاطر آخر يحتمل ما احتمل الخاطر، وذلك أنه قد ينشرح للأمر لوجود هداية الله تعالى، أو إلقاء الملك، وقد ينشرح لموافقته لهواه، وقد ينشرح لوسوسة الشيطان.

فأما قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} فالذي فيها شَرْح الصدر للإسلام لا شَرْح الصدر مطلقًا. وكذا جَعْل الصّدْرِ ضيّقًا


(١) (١٠٠٦٨). وأخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (١٢٩)، والحاكم في «المستدرك»: (٤/ ٣١١) وسكت عليه، وقال الذهبي في تلخيصه: عديّ ساقط. وله شواهد لكنها ضعيفة. انظر «العلل المتناهية»: (٢/ ٣١٨) لابن الجوزي، و «شرح العلل»: (٢/ ٧٧١ - ٧٧٢) لابن رجب.
(٢) كذا في الأصل تبعًا للمشكاة: (٣/ ١٣٣)، وفي المصادر: «التجافي عن».
(٣) نقله عنه في «البحر المحيط»: (٦/ ١٠٣) من «فتاويه». ومصدر المؤلف «إرشاد الفحول»: (٢/ ١٠١٦).