الخارج يحتاج إلى نفقات باهضة لا تتهيَّأ لي، ومن المؤسف أنه لم يستصحب معه غير نفقة الوصول إلى هنا، مع أن الحجاج الواردين من أصحابنا وغيرهم مجمعون على أنه قد صار من أغنى أهل بلاد الرَّيمي، حتى وصفه بعضهم بأنه يضاهي عميد بيت الرَّيمي ويزيد عليه بأنه ممسك وذاك متلاف.
والحاصل أنه بحمد الله عز وجل في راحة، فأما ذاك المرض فإنما ضرره تغيير اللون، والعلاج لا يُصْلح ما تغير بل غايته الإيقاف من الزيادة وليس في ذلك كبير فائدة لأن التغير قد انتشر، ومع ذلك فنيتي أني بعد تأمين المطالب الضرورية أساعده إن شاء الله على مرغوبه. والأحسن أن تكتب أنت إليه مكتوبًا لأرسله إليه، فذلك أولى من أن أرسل إليه جوابك إليّ.
وبقيت واحدة من الكرائم حالها حسن، وأرسلت لها في العام الماضي صلة يسيرة. الكريمة عطية توفيت وبقيت بنتها من إبراهيم القاضي مزوجة بابن القاضي محمد، وجاءنا ابن هذه البنت وأقام مدة ثم عاد وتزوج بنت الأخ عبد المجيد.
الأخ محمد ــ رحمه الله ــ كان ابنه أحمد جاءني إلى الهند وتحصلنا له على خدمة، ثم ساءت طباعُه جدًّا فآذى نفسَه وآذاني وترك الخدمة، فكان أقصى جهدي أن اجتهدت في ترغيبه في السفر إلى اليمن، وهو الآن في الحِجَرية، وأرسلت له صِلَة كبيرة، أما أخوه أبو بكر فتوفي وترك ولدًا يقال له محمد عمره نحو خمس عشرة سنة، وهو الآن بعدن يتعلم في المعهد التجاري، وقد راسلته وفي نيتي أن أطلبه، فإذا رأيته يصلح للبقاء هنا ورغب في ذلك أبقيته.