للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم أنهم إنما أرادوا أبا حنيفة. وأعرض عما رواه البيهقي نفسه في ذاك الموضع « ... أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة فقال: أما مِن ثقة فلا».

وحكى عن «التمهيد» (١)، ولا أشك أن صاحب «التمهيد» قد أوضح أن الثوري إنما سمعه من أبي حنيفة. ثم حكى عن الدارقطني، والذي في «سنن الدارقطني» المطبوع (ص ٣٣٨) (٢): « ... عبد الرزاق عن سفيان عن أبي حنيفة عن عاصم ... » (*). نعم، ذكروا أن عبد الرزاق رواه في «مصنفه» (٣) «عن سفيان عن عاصم»، ولا يبعد أن يكون سفيان إنما قال: «يُحكى عن عاصم» أو نحو ذلك، فأطلق بعضهم «سفيان عن عاصم» اتكالًا على أنه لا مفسدة في هذا لاشتهار سفيان بالتدليس، فلا يحمل على السماع، كما قدمت شرحه في ترجمة حجاج بن محمد (٤).

وقد ساق الخطيب في «تاريخه» (٥) بعض ما يتعلق بهذا الحديث، فاكتفى الأستاذ بالتبجُّح بأن سفيان قد روى عن أبي حنيفة! وقد روى ابن أبي حاتم في ترجمة الثوري من «تقدمة الجرح والتعديل» (٦) عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد القطان قال:


(١) (٥/ ١١٣).
(٢) (٣/ ١١٨).
(٣) (١٠/ ١٧٧).
(٤) رقم (٧١).
(٥) (١٣/ ٤١٩).
(٦) (١/ ٦٦).