للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: هذا من حكاية ابن أبي الحديد (١/ ٣٥٩) (١) عن الإسكافي، وراجع (ص ١٠٩) (٢) ولا ندري سنده إلى الأعمش، وقد تواتر عن الأعمش رواية الحديث بنحو ما هنا: «عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: خَطَبَنَا عليّ ... » فذكر ما في صحيفته وذكر الحديث (٣)، فهو ثابت من رواية عليّ نفسِه. ولا نعرف أنَّ أبا هريرة قَدِم مع معاوية، ولا أنَّ معاوية ولَّاه المدينة لا في ذلك الوقت ولا بعده، إنما استخلفه مروانُ على إمرتها بعد ذلك بزمان.

قال ص ١٩١: (وعلى أن الحقّ لا يعدم أنصارًا ... فقد روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار: أن أبا هريرة لمَّا قدم الكوفة مع معاوية ... فجاء شابّ من أهل الكوفة [ص ١٥٣] ... فقال: يا أبا هريرة أنشدك الله أَسَمِعْتَ رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب: «اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه؟ » فقال: اللهم نعم. فقال: أشهد بالله لقد واليتَ عدوَّه وعاديتَ وليَّه. ثم قام عنه).

أقول: وهذا أيضًا عن ابن أبي الحديد عن الإسكافي (٤)، ولا ندري ما سنده إلى الثوري؟ وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر من شيوخ الثوري (٥)، فمَنْ عمر بن عبد الغفار؟ إنما المعروف عَمْرو بن عبد الغفار الفُقَيمي، صغير لم يدرك عبد الرحمن فكيف يروي عنه عبد الرحمن؟ مع أن عَمْرًا هالك مُتَّهَم بالوضع في فضائل لأهل البيت ومثالب لغيرهم (٦)، وبينه


(١) (٤/ ٦٧).
(٢) (ص ٢١٠ ــ ٢١١).
(٣) أخرجه البخاري (٣١٧٢)، ومسلم (١٣٧٠).
(٤) «شرح النهج»: (٤/ ٦٨).
(٥) ترجمته في «تهذيب الكمال»: (٤/ ٤٥٧).
(٦) ترجمته في «الكامل»: (٥/ ١٤٦ ــ ١٤٨)، و «لسان الميزان»: (٦/ ٢١٥ ــ ٢١٧).