للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإمكان لقاء مكحول لمحمود واضح؛ لأنَّ مكحولًا سكن الشام، ومحمود كان بإيلياء.

وفي "تهذيب التهذيب" (١) عن مكحول: "عتقت بمصر فلم أدعْ فيها علمًا إلا احتويت عليه فيما أدري، ثم أتيت العراق والمدينة والشام؛ فذكر كذلك". وعنه قال: "طفت الأرض كلها في طلب العلم". وعن الزهري قال: "العلماء أربعة ــ فذكرهم؛ فقال: ــ ومكحول بالشام".

وقد طُعِن في هذا الحديث بمطاعن واهية أشفُّها (٢) أنَّ ابن حبَّان (٣) قال: "إنَّ مكحولًا ربما دلَّس"، وتبعه الذهبي (٤).

فقال الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلِّسين" (٥): "مكحول الشامي الفقيه المشهور، تابعيٌ؛ يقال إنه لم يسمع من الصحابة إلَاّ عن نفر قليل، ووصفه بذلك ابن حبَّان، وأطلق الذهبي أنه كان يدلِّس، ولم أره للمتقدِّمين إلَاّ في قول ابن حبَّان".

أقول: إنما أراد ابن حبَّان أنَّ مكحولًا روى عمن لم يلقه؛ فإنَّ علماء الفنِّ ذكروا ذلك في ترجمة مكحولٍ مفصَّلًا، واقتصر ابن حبان على قوله: "وربما دلَّس". وعند ابن حبان والذهبي أن الرواية عمَّن لم يلقه تسمَّى تدليسًا.


(١) (١٠/ ٢٩١).
(٢) ولعل المعنى: أحسنها وأقواها أو أوضحها، من الشفافية.
(٣) "الثقات" (٥/ ٤٤٧).
(٤) في "ميزان الاعتدال" (٤/ ١٧٧).
(٥) "تعريف أهل التقديس" (ص ١٥٦).