للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد عدَّ ابن حجر سليمان التيمي في الطبقة الثانية (١)؛ مع أنَّ البخاري طعن في زيادته في حديث قتادة عن أبي غلاب؛ بقوله: "ولم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعًا من قتادة، ولا قتادة من يونس بن جبير". ذكره في "جزء القراءة" (٢).

وقال البزَّار (٣) في سعيد بن أبي عروبة: "يحدِّث عن جماعة لم يسمع منهم؛ فإذا قال: "سمعت وحدثنا" كان مأمونًا على ما قال".

مفهومه أنه ليس مأمونًا فيما عنعنه.

وقال فيه ابن عدي (٤): "كان ثبتًا عن كل من روى عنه؛ إلَاّ من دلَّس عنهم".

فجعله غير ثبت إذا دلَّس.

وقد تأوَّل السخاويُّ في "فتح المغيث" كلامَ شيخه ابن حجر؛ فإنه ذكر عباراتهم في اغتفار عنعنة المدلِّس إذا وقعت في "الصحيحين"، ثم قال (٥): "وأحسن من هذا كلِّه قول القطب الحلبي في "القدح المعلَّى": أكثر العلماء أنَّ المعنعنات التي في "الصحيحين" منزَّلة منزلة السماع؛ يعني: إما لمجيئها من وجهٍ آخر بالتصريح، أو لكون المعنعن لا يدلِّس إلَاّ عن ثقةٍ أو عن بعض


(١) (ص ١١٧).
(٢) (ص ٤١٣).
(٣) انظر "تهذيب التهذيب" (٤/ ٦٤).
(٤) المصدر نفسه (٤/ ٦٦).
(٥) (١/ ٢١٨، ٢١٩) ط. الهند.