للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإثبات أمر بمجرَّد الاحتمال".

أقول: وقد يجوز في بعض المواضع أنَّ صاحب الصحيح لم يطلع على أنَّ الشيخ كان يدلِّس.

والحاصل: قد يقال (١) اختصاص اغتفار عنعنة الحسن وابن أبي عروبة وأهل تلك الطبقة بما وقع في "الصحيحين"؛ فلا يدخل في ذلك ما وقع من عنعنتهم في غيرهما؛ كالسنن والمسانيد ومعاجم الطبراني، والله أعلم.

ولعلنا لو اطلعنا على إسناد الطبراني لهذا الحديث بتلك الزيادة لاستغنينا عن هذا التطويل (٢).

ثم رأيت في "جزء القراءة" (٣) للبخاري: حدثنا محمد بن مرداس أبو عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خلف الخزاز عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلَّى صلاة الصبح، فسمع نَفَسًا شديدًا أو بُهْرًا من خلفه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة قال لأبي بكرة: أنت صاحب هذا النَّفَس؟ قال: نعم، جعلني الله فداءك، خشيتُ أن تفوتني ركعةٌ معك، فأسرعتُ المشي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ، صلِّ ما أدركتَ واقضِ ما سبق".

وأظنُّ الطبراني إنما رواه من هذه الطريق (٤).


(١) تحتمل: يتبين.
(٢) لم يصل إلينا مسند أبي بكرة من "المعجم الكبير".
(٣) (ص ٣٤٠).
(٤) هو كذلك، فقد عزاه إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٧٦) وقال: "فيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف". وهو كما نرى في هذا الإسناد.